هذه هي السيناريوات المطروحة أمام لبنان في التنقيب عن الغاز

من الآخر، لم ينته الموضوع بعد حول التنقيب واتفاق النفط ؟ قبل أيام، ضجت الساحة السياسية بخبر عدم العثور على الغاز إثر التنقيب، فقامت القيامة، وكثرت التحليلات. وما أسهم في زيادة اللغط، التوقيت الذي جاء فيه إعلان عدم العثور على الغاز، في لحظة سياسية – أمنية لافتة، وبعيد التهاب ساحة غزة والحدود الجنوبية، الأمر الذي زاد من نسبة الغموض واللغط.

والسؤال، هل سيخرج لبنان من الاتفاق، وفي الأساس، من يقرر أي خطوة قد يقدم عليها لبنان الرسمي في هذا المجال؟

وبالأمس أيضاً، برز كلام رئيس " التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل إذ تحدث عن "مؤامرة"، طارحاً معادلة "لا غاز من كاريش من دون غازٍ من قانا". وقال: " نعمل لكي لا تطال المؤامرة حقل قانا حيث هو أفضل نموذج لتطبيق الاستراتيجية الدفاعية التي نريد، وندعو الى عدم التسرّع باستنتاجات خاطئة حول عدم وجود غاز في بحرنا، ونذكّر بمعادلتنا الثابتة أن لا غاز من كاريش من دون غازٍ من قانا".

وتابع: "مخطئ جداً من يتصوّر أو يصوّر لنا أن شرق المتوسّط عائمٌ على بحر من الغاز الطبيعي فيما الشاطئ اللبناني منقوص أو محروم منه".

فهل من مؤامرة؟ وما هي السيناريوات المحتملة في المرحلة المستقبلية؟

تفنّد عضو المجلس الاستشاري للمبادرة اللبنانية للنفط والغاز ديانا القيسي لـ"النهار" الخيارات المطروحة. تقول: "في الأساس، وعند توقيع الاتفاق مع لبنان، كانت هناك ثلاثة خيارات. الخيار الأول، أن لا غاز إطلاقاً. الخيار الثاني، أن تكتشف كميات صغيرة. الخيار الثالث، أن تكون الكميات المكتشفة كبيرة. ووفق الخيارات هذه، ستصدر شركة توتال تقريرها، الذي من المتوقع أن تعقد غداً مؤتمراً صحافياً، لتعلن الخطوة المقبلة وتبلّغ قرارها لهيئة إدارة البترول".

خياران وعاملان

إذن، لا شيء انتهى بعد. حالياً، انتهت المرحلة الاستكشافية الأولى، وبناءً على ذلك، لبنان أمام احتمالين.

تشرح القيسي: "في الوقت الراهن، حفر تحت عمق 3900، ووفق الاتفاق الموقع مع لبنان، وبعد انتهاء المرحلة الأولى، ثمة خياران. إما أن تعلن توتال وقف الحفر في البلوك الرقم 4 والبلوك الرقم 9، وبالتالي، تعلن الخروج، ويطرح البلوكان لمناقصة ومزايدة جديدة، وإما أن تعلن إكمال المرحلة الثانية".

هنا، أيضاً ثمة عوامل تؤخذ في الاعتبار، إما إكمال المرحلة لأن ثمة معطيات مشجعة. تعلق القيسي: "في هذه الحالة، تكون التربة مشجعة، وفق التحاليل التي ستكون انتهت، والتي توجه قرار شركة توتال. فإما تحتفظ بالبلوكين وتكمل في الاثنين معاً، ويكون الحد الأدنى للحفر في هذه الحالة، بئراً واحداً في البلوك الرقم 4، وبئراً واحداً في البلوك الرقم 9. وإمّا أن تستكمل الحفر في بلوك واحد، ويُطرح البلوك الآخر للمزايدة".

هذا، تقنياً، أما سياسياً، فإن ثمة عاملاً آخر مهماً، لا بد من أن تتوقف عندها شركة "توتال".

تقول القيسي: "إنه العامل الأمني الأكثر من مهم. وربما من مصلحة لبنان، ألا يؤخذ القرار سريعاً أو بتسرّع، نتيجة العامل الأمني المتفجر حالياً، بعد حوادث غزة والاشتباكات على الحدود، لأن المنطقة المتفجرة، لا تساعد بالطبع على إكمال أعمال التنقيب التي تكلف أموالاً ومبالغ باهظة. من هنا، فلا قرار نهائياً بعد. والمعطيات رهن التحاليل والعوامل الأمنية المساعدة".

لا شك في أن التوقيت الذي أُعلن فيه عدم وجود غاز في البلوك 9 البحري عزّز الكثير من المخاوف والأخبار المغلوطة، وطرح أكثر من علامة استفهام وفتح المجال أمام "مخيّلة المؤامرات والشائعات". فليس هناك بعد شيء حاسم ونهائي، بانتظار المؤتمر الذي ستعقده "توتال" والقرار الذي سيبلغ الى هيئة إدارة البترول.