وقفة تضامنية مع الإعلامية نوال ليشع عبود أمام قصر العدل... عبود: للمحافظة على حرية الإعلاميين وعدم استباحة حقوقهم

نفذ عدد من الإعلاميين والصحافيين وقفة تضامنية مع الإعلامية الزميلة في إذاعة "صوت لبنان" نوال ليشع عبود، صباح اليوم امام قصر العدل في بعبدا ، دفاعا عن حرية الرأي والتعبير، وصونا لكرامة الإعلاميين ولمحاولة كم الأفواه ،واستنكارا للدعوى القضائية التي تقدم بها رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب لدى محكمة المطبوعات بحق الإعلامية عبود، على خلفية توجيه الأخيرة سؤالا لضيفها الدكتور عصام خليفة، عن الشهادة الجامعية التي يحملها أيوب، وذلك خلال حلقة من برنامج "نقطة على السطر" كان محورها موضوع "الجامعة اللبنانية".
وقد بثت حلقة مباشرة من امام قصر العدل في بعبدا من البرنامج اليومي الذي تعده وتقدمه الاعلامية ليشع في حضور ضيوفها الدكتور عصام خليفة والاب طوني خضرا وغيرهم.
وقالت عبود قبل دخولها الى قصر العدل: " لقد حضرت اليوم لامثل امام محكمة المطبوعات، ونحن كاعلاميين ندعو لأن يمثلوا امام محكمة المطبوعات وليس امام غير محاكم في لبنان، ولكن أود أن أطرح سؤالا اذا كنت قد سجلت قدحا وذما في حق احدى الشخصيات او المسؤولين او المعنيين، أكيد انه يجب ان امثل ويجب ان اكون تحت حكم القضاء وتحت سيف القضاء، ونحن كاعلاميين جميعا تحت حكم القضاء وسيفه، لكن الاشكالية التي نواجهها اليوم هو أنه كلما طرح أحد سؤالا يدعى عليه، أنا كنت أوجه الأسئلة لأصل الى الحقيقة ولأكشف كل الحقائق المستورة حول كل الملفات وليس لأنني أوجه سؤالا يجب أن يدعى علي وأمثل أمام المحكمة، هذا هو اعتراضي اليوم ومن حق كل الناس أن تدعي في أي دعوى قضائية، أو شتم أو ذم أو أي معلومة مغلوطة وانتشرت في وسائل الإعلام ولكن ليس من الحق الادعاء على صحافية او اعلامية تسأل سؤالا لكشف الحقيقة وتصل اليها، وخصوصا أن الموضوع الذي كنت أحدث عنه هو موضوع مثار في الصحف أو على ألسنة المعنيين ومنهم اصدقاء في الجامعة".
حوار
وعما اذا كان يوجد مادة في القانون تعاقب ما يعتبر مجرد سؤال ويكون فيه قدح وذم قالت عبود: " كما قرأت، وأنا لست محامية، لكنني اعلم انه يوجد ثغرات في قانون المطبوعات ويصار الى تعديله في مجلس النواب وهذه الثغرة ليست واضحة بالنسبة الى الاعلاميين في هذا الموضوع خصوصا".
وعما ينتظرها أمام محكمة المطبوعات قالت: "حضرت اليوم وسأمثل أمام محكمة المطبوعات وسأطلع على الادعاء الذي وجه إلي وسأطلب محاميا ليمثلني في الجلسات اللاحقة".
وتابعت: "أود أن أشكر جميع الإعلاميين والمواطنين والمستمعين الذين يتابعون برنامج "نقطة على السطر " عبر اذاعة "صوت لبنان"، والمتابعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذين تابعوا البيانات التي تصدر والذين ابدوا كل التضامن لاسيما وانه من الظلم ان تلاحق اعلامية لسؤال سألته للاستيضاح".
سئلت: هل هذه المواقف تذكر بنظام الدولة البوليسية؟ اجابت: " لن اجيب على هذا الموضوع لانني لست الوحيدة التي امثل امام محكمة المطبوعات فقد مثل الكثير من الاعلاميين قبلي، واذا لم يتغير قانون المطبوعات واذا لم تتغير العقلية، فانه لدينا موقف كبير ان نحافظ على الحرية الاعلامية لكي لا تستباح حرية وحقوق الاعلاميين ولكي نصل الى الحقيقة من دون ان ندعى الى المحاكم".
خليفة
وتحدث الدكتور خليفة فقال: "اود ان اقدم اسفي انه في اليوم العالمي لحرية الصحافة وعلى مسافة ايام من شهداء الصحافة في لبنان في 6 ايار ان يكون الاعلام والأحرار يستدعون للتحقيق معهم والسؤال ان هذا الوطن جوهر الدولة اللبنانية والقضية اللبنانية اللتان ومنذ نشأة لبنان يقوم على الحرية وليس فقط حرية القول بل حرية الكتابة ايضا. نحن في الجامعة اللبنانية مع الأسف هناك رئيس اصدر قرارا بأن اساتذة الجامعة هو من الموظفين ويطبق عليهم المرسوم الاشتراعي 112 وخاصة المادة 15 منه (طلب الاذن من الرؤساء عند التصريح او الكتابة من قبل الاساتذة)، وامتناع الدكتور ايوب عن توزيع محضر مجلس الجامعة على الاعضاء للتوقيع، وهذا يناقض القوانين المرعية الاجراء والتقاليد الاكاديمية".
وتابع: "هذا الامر غير مقبول، وما يجب أن يتبع هما الشفافية والوضوح. ومن الزملاء الذين أجرت معهم الاعلامية عبود المقابلة هو الدكتور عماد محمد الحسيني الذي قدم شكوى امام القضاء تتضمن الوثائق الدامغة حول الخلل في ملف الدكتور ايوب وان الرأي العام في الجامعة وفي المجتمع ينتظر وضع القضاء العادل يده على هذه القضية ودرس المستندات الموجودة في الشكوى المقدمة والبت بها بعيدا عن التدخلات والضغوط".
القصيفي
وعند العاشرة، وصل نقيب المحررين جوزف القصيفي والقى كلمة جاء فيها:" ما من احد خاض معركة مع الصحافة والاعلام وخرج منتصرا. كلهم جروا اذيال الخيبة وكانت الغلبة فيها لحملة الأقلام الذي نذروا العمر في خدمة الحقيقة والانتصار للحق".
وتابع: "لقد حضرت اليوم مع محاميي النقابة الاستاذين انطون الحويس وكريستيل شويري لنتضامن مع الاعلامية الزميلة نوال ليشع عبود في الشكوى المقامة ضدها من رئيس الجامعة اللبنانية ونضع كل امكانياتنا بتصرفها".
أضاف:" نحن لا نتدخل في عمل القضاء وان كنا نعرف تماما ان الزميلة عبود كانت تقوم بعملها الصحفي وضمن حدود الحرية الاعلامية المسؤولة. وان مسيرتها الإعلامية الطويلة تشهد عل هذا الكلام".
وختم:" اخيرا، اذ نكرر ثقتنا بالقضاء اللبناني الذي نحترم ونجل وبمحكمة المطبوعات المرجعية الوحيدة المختصة للنظر والفصل في مخالفات النشر وفقا لاحكام قانون المطبوعات نغتنمها مناسبة لرفع الصوت عاليا فنقول ان نقابة المحررين تحذر من التمادي في استهداف الصحافيين ومحاصرتهم بالدعاوى الكيدية وتدعو الى تعزيز الصحافة والعاملين فيها لانهم يجسدون قيم الحرية والديمقراطية وهم لن يتخلوا عنها مهما غلت التضحيات". 

عبود
وبعد خروجها من قصر العدل، تحدثت الاعلامية عبود وقالت:" لقد دخلت الى المحكمة وانتظرت القاضي ايلي الحلو رئيس محكمة المطبوعات الذي ابلغنا ان هناك اعتكافا للقضاة وهم يستقبلون الموقوفين فقط، واشار الى انني وكوني غير موقوفة فانني محررة الى ان ابلغ بموعد اخر حتى احضر الجلسات".
وتابعت: "أتأسف لهذا الامر اذ كان يجب ان ابلغ مسبقا ان هناك اعتكافا للقضاة مع العلم انني كنت اعلم ان هناك قضاة معتكفين وقضاة غير معتكفين ولهذا يجب ان نبلغ مسبقا لعدم الحضور، وقد طلب القاضي منا تسليط الضوء على مشكلتهم التي يجب ان تحل".
أضافت:" لم استلم الدعوى اليوم بسبب اعتكاف القضاة وبحسب القانون يجب ان ابلغ من خلال عنصر من قوى الامن وسانتظر حاليا حضور عنصر قوى الامن ويبلغني بالدعوى".
واملت عبود ان "تبلغ بتأجيل الدعوى او بالغاء الدعوى لي ولغيري منعا لهدر الوقت، وقد كلفت اكثر من محام للدفاع عن حقوقي. نبدا مع الحرية ونصل مع الحق لان الحق خير سلطان لانه من صلب عملنا كاعلاميين ان ندافع عن الحق حتى اخر رمق، واؤكد انني لن اتراجع وسوف اطرح الأسئلة التي يجب ان اسالها ولاسيما انني ابحث عن معلوماتي وان السؤال الذي طرحته واستدعيت لاجله هو سؤال مشروع برأيي ولا لبس عليه".