100 يوم على الانتخابات الأميركية... "المفاجآت" تزلزل سباق البيت الأبيض

مع بدء العد التنازلي للانتخابات الرئاسية الأمريكية، دخل السباق مرحلة الـ100 يوم الأخيرة، وسط صعوبات في التنبؤ بنتائجه، وخاصة بعد «المفاجآت» الأخيرة والتي زلزلت الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

فمنذ 27 يونيو/حزيران الماضي، تسبب الأداء الكارثي للرئيس جو بايدن في حالة من الفوضى داخل الحزب الديمقراطي، وفاقم الانقسام حول قدرة وأهلية الرئيس للاستمرار في الانتخابات.

في المقابل، نجا الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب من محاولة اغتيال في بنسلفانيا وبعد أيام قليلة، اختار السيناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس كمرشح لمنصب نائب الرئيس، وحشد الحزب الجمهوري في مؤتمره في ميلووكي.

ثم، قبل أسبوع، أعلن بايدن انسحابه من السباق، مؤكدا دعمه لنائبته كامالا هاريس التي نجحت في غضون 36 ساعة، في حشد الحزب وحصلت على دعم كافٍ من مندوبي المؤتمر الوطني الديمقراطي لتصبح المرشحة المفترضة للحزب وسرعان ما عقدت فعاليات مع الناخبين قبل أن تعلن دعم الرئيس السابق باراك أوباما وزوجته ميشيل لها.

وردا على هذا الزخم الواضح، شن ترامب سلسلة هجمات شخصية على هاريس التي وصفها بأنها "شريرة" و"ليبرالية مجنونة" وسخر من ضحكتها ونطق اسمها، قائلا إن "الحلم الأمريكي سيموت" إذا فازت في الانتخابات وهي الهجمات التي اعتبرتها كامالا "غريبة تماما"، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

هزات قادمة؟
وخلال الأيام المائة القادمة، قد يشهد السباق المزيد من الهزات فيما يتعلق باختيار هاريس لنائبها وبمؤتمر الحزب الديمقراطي إضافة إلى المناظرات المحتملة بين هاريس وترامب.

ورغم أن حملة ترامب تركز على قضايا التضخم وأمن الحدود والجريمة باعتبار هاريس شريكة لبايدن، إلا أن الرئيس السابق صعد من هجماته الشخصية عليها فوصفها بأنها "نائبة الرئيس الأكثر عجزًا وأقل شعبية ويسارية في تاريخ أمريكا".

في المقابل، قالت المتحدثة باسم هاريس إن ترامب "مجرم مدان وغير متوازن يبلغ من العمر 78 عامًا".

وانتقد ترامب هاريس لتغيبها عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس، قائلا إنها "لا تحب اليهود ولا إسرائيل وهكذا ستكون دائما" وذلك على الرغم من أن زوجها دوغ ايمهوف يهودي.

وتركز هاريس حملتها على قضية الإجهاض كما أشارت إلى المشاكل القانونية لترامب، قائلة: "واجهت مرتكبي الجرائم من جميع الأنواع.. لذا اسمعني عندما أقول، أنا أعرف نوع دونالد ترامب".

ويتعين على هاريس إنجاز مهمتين أساسيتين خلال أسابيع ما حققته حملة ترامب على مدار أشهر هما اختيار نائب لها قبل 7 أغسطس/آب والفوز بترشيح الحزب خلال المؤتمر المقرر 19 أغسطس/آب الذي قد يشهد إعادة برمجة بعد انسحاب بايدن.

ويقود المدعي العام السابق إريك هولدر فريقًا يضم توني ويست صهر هاريس لفحص قائمة المرشحين لمنصب النائب، والتي تضم أسماء مثل جوش شابيرو حاكم بنسلفانيا وروي كوبر حاكم كارولاينا الشمالية ومارك كيلي سيناتور أريزونا ووزير النقل بيت بوتيجيج، وآندي بشير حاكم كنتاكي وتيم والز حاكم مينيسوتا.

ومثلما غيرت مناظرة 27 يونيو/حزيران مسار السباق، فقد تؤثر أي مناظرة بين هاريس وترامب على الأسابيع الأخيرة قبل الانتخابات.

زلزال سياسي
وفي حين أعلن ترامب أنه يلتزم بمناظرة هاريس إلا بعد تأكيد ترشيحها، قالت كامالا إنها ستشارك في المناظرة التي كانت مقررة سلفا بين ترامب وبايدن في 10 سبتمبر/أيلول.

وربما يكون المؤشر الأكثر وضوحًا للزلزال السياسي الذي حدث خلال الأيام الأخيرة هو التحول في المشاعر، فقبل أسبوع واحد فقط كان الجمهوريون في حالة من النشوة بعد مؤتمر الحزب في ميلووكي، والزخم الذي حققه رد فعل ترامب على محاولة اغتياله حين رفع قبضته اليمنى في الهواء مرددا "قاتلوا".

والآن، أصبح الجمهوريون في موقف دفاع للرد على تصريحات سابقة لفانس نائب ترامب قد تكون منفرة للنساء في الضواحي اللاتي يغازلهن ترامب.

وبعد القلق من ضعف التبرعات وتراجع الدعم بين الناخبين الشباب والناخبين من أصل أفريقي أو لاتيني، يحتشد الديمقراطيون حول هاريس التي قد تصنع التاريخ مجددا، فبعدما كانت أول نائبة للرئيس قد تصبح أول رئيسة وأول امرأة ملونة تحمل ترشيح حزب رئيسي.

وبعدما انطلقت حملتها بشكل أفضل مما كان يأمل فيه الديمقراطيون، أصبحت تصريحات هاريس تخضع لتدقيق جديد مثل دعمها في مقابلة إذاعية في يونيو/حزيران 2020 لـ "سحب التمويل من الشرطة" وسط احتجاجات على مستوى البلاد من أجل إصلاح الشرطة.

وأصدرت حملة ترامب مقطع فيديو انتقد هاريس بسبب "سياساتها المتساهلة في التعامل مع الجريمة"، مسلطًا الضوء على دعمها في عام 2020 على وسائل التواصل الاجتماعي لصندوق أنقذ المتظاهرين في أعقاب مقتل جورج فلويد على يد الشرطة في مينيابوليس.

ويخطط ترامب لجعل الإيديولوجية السياسية قضية رئيسية في الهجوم على هاريس التي وصفها بأنها "ماركسية راديكالية كاذبة" كما وصفها بـ"الليبرالية الخطيرة".