850 وظيفة في الدولة للحرس الثوري... من جمهورية الى دولة إسلاميّة!؟

بمعزل عن بعض الجمود هنا أو هناك، نسأل عمّا إذا كانت المنطقة على مسافة وقت قليل من مرحلة جديدة، تنتظر وضع اللّمسات الأخيرة عليها.

فأن تقرّر الولايات المتحدة الأميركية التقليل من عدد أنظمتها المضادة للصواريخ في الشرق الأوسط، وأن تسحب بطاريات "باتريوت"، ومنظومة "ثاد"، من السعودية والكويت والأردن والعراق، وأن تقلّص أسراب مقاتلاتها المخصّصة للمنطقة، ليس أمراً عادياً.

فما هي المرحلة الجديدة التي قد نكون على مشارفها؟ وهل يشكّل مجموع تلك الخطوات إشارة الى اقتراب إبرام اتّفاق بين واشنطن وطهران؟

850 وظيفة

أشار مصدر مُراقِب لمسار المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في فيينا الى أن "لا نضوج لأي اتّفاق قريب مع إيران. والأجواء بين واشنطن وطهران لا تزال سلبيّة حتى الساعة".

وأوضح في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "إيران تتّجه مع رئيسها الجديد (ابراهيم رئيسي) نحو مزيد من التطرُّف. ففي المرحلة القادمة، سيحتلّ "الحرس الثوري"، وكلّ الذين يدورون في فلكه، 850 وظيفة في الدولة الإيرانيّة، على صعيد داخلي وخارجي، من مستوى تعيين موظفين في الداخل، وصولاً الى السفراء والمُلحَقِين في الخارج". 

تطرُّف

وأكد المصدر أن "هذا الواقع يعني انتقال إيران من جمهورية إسلاميّة، ولو شكلياً، الى دولة إسلاميّة بكلّ ما للكلمة من معنى، في المرحلة القادمة. وهذا يعني أن مستقبل إيران يكمُن بالتطرُّف الأقصى. وبالتالي، ستُصبح مجالات الإتّفاق في فيينا أشدّ صعوبة. أما كلّ الإيجابيات التي ترشح من حين الى آخر، والتي تُفيد باقتراب التوصُّل الى اتّفاق، فهي ليست دقيقة".

وأضاف:"معطيات كثيرة برزت مؤخّراً، تؤكّد أن الإتّفاق على الخطّ الأميركي - الإيراني لا يزال بعيداً. فلا مجال لاتّفاق، أو لبوادر اتّفاق على الأقلّ، بموازاة الاستمرار باستهداف قواعد يتواجد فيها الجيش الأميركي في العراق، بالصواريخ. ولا أجواء تفاؤلية حول قُرب التوصُّل الى اتّفاق، بعد إرسال سفينتَيْن حربيَّتَيْن إيرانيَّتَيْن الى المحيط الأطلسي مؤخّراً. ولا بوادر إيجابيّة، طالما أن طهران تخرق الحظر الأميركي على تعاطيها مع سوريا وفنزويلا". 

ليس مهمّاً

وحول انعكاسات الدّخول الإقتصادي الصيني الى إيران كدولة إسلاميّة، مستقبلاً، أجاب المصدر:"سيتركّز النّفوذ الصيني في إيران والمنطقة، على المجالات المدنيّة الإقتصادية".

وختم:"التكنولوجيا العسكرية الصينيّة ليست بالجودة المُفتَرَضَة. وبالتالي، الحضور الصيني في إيران ليس بالأهميّة التي يُمكن للبعض أن يتصوّرها".