جثمان راهبة بقي دون تحلّل 4 سنوات وخبيرة تشرح السبب

توافد الآلاف على كنيسة في بلدة بولاية ميزوري الأمريكية ليشهدوا "المعجزة المزعومة" لجثة راهبة لم تظهر على جسدها أي علامات تحلل بعد أربع سنوات من وفاتها.

وأثار عدم تحلل الجثة جدلا واسعا، حيث بلغ الأمر بالكثيرين لتفسيره على أنه دلالة على القداسة. وما كان أكثر إثارة للاهتمام هو حقيقة أن الراهبة، ويليلمينا لانكستر، لم يتم تحنيطها - أي عندما يتم وضع سائل حافظ في شرايين الجسم لإبطاء التحلل.



لكن عالمة الأنثروبولوجيا الشرعية، الدكتورة ريبيكا جورج، التي تدرس أكثر من مائة جثة متحللة قالت إن من "الشائع جدا''، في الواقع، أن تبدو الجثث مثل جسد الراهبة بعد سنوات قليلة من دفنها.

وأوضحت أن "معجزة ميزوري" قد تُفسر ليس بالتدخل الإلهي، بل بالظروف التي دفن فيها الجسد.

وشرحت اللغز بأن نقص الرطوبة والأكسجين في التابوت جنبا إلى جنب مع التربة الطينية التي تحافظ على درجة الحرارة منخفضة كان من شأنه أن يؤدي إلى تحنيط الجسم بدلا من تركه يتحلل.

وفي حديثها إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، قالت الأستاذة في جامعة كارولينا الغربية: "عادة، عندما يتم وضع جثة في نعش به ملابس، تماما كذاك الذي نراه في صور الراهبة، فإنك تقطع الكثير من الأكسجين عن الجثمان. وقد دُفنت الراهبة في تربة شبيهة بالطين أيضا، ما يحافظ على انخفاض درجة الحرارة. وهذا لا يوقف التحلل، لكنه يبطئه، وهو ما نراه هنا".

وأضافت: "التابوت الخشبي كان سيسحب الرطوبة من الجسم بالتأكيد".


وعندما يموت شخص ما، تبدأ البكتيريا والفطريات التي تعيش على الجلد والأمعاء في تكسير الأنسجة. ولكن يمكن إبطاء هذه العملية بفضل نقص الرطوبة أو الأكسجين أو انخفاض درجة الحرارة - وكلها ضرورية لدفع التنفس وردود الفعل لتفكيك الخلايا الميتة في الجسم.

ويحدث هذا غالبا للجثث عندما يتم دفنها وعزلها عن هذه الظروف البيئية. وقد يتغير هذا فقط عندما يظهر صدع في التابوت، ربما بسبب التحلل من الخارج، ما يسمح بدخول الرطوبة والأكسجين مرة أخرى.

تمر الجثث بخمس مراحل من التحلل. وبعد ظهور تغير اللون الأولي، وتسمى ازرقاق الجثة (livor mortis)، وظهور التخشب الموتي (Rigor mortis)، نرى الجسم ينتفخ حيث تبدأ البكتيريا في تكسير الغازات الداخلية المسببة لتراكم المواد كيميائية مثل حمض اللاكتيك. ولكن إذا كان هناك انخفاض في الرطوبة ودرجات حرارة منخفضة ونقص في الأكسجين، فسيتم إبطاء هذه المرحلة لأن البكتيريا تكافح بصعوبة من أجل النمو.

وقد تم استخراج جثة الأخت ويليلمينا لانكستر من قبل دير "بينديكتين أوف ماري"، في بلدة غاور بولاية ميزوري، بهدف إضافة ضريح.

وقبل استخراج الراهبات للجثة، قيل لهن أن يتوقعن رؤية العظام فقط لأن جثة الراهبة البالغة من العمر 95 عاما عندما توفيت، لم يتم تحنيطها ودُفنت في تابوت خشبي. لكنهن صدمن عندما وجدن أن جسدها ما يزال سليما بالكامل.

وتم تداول هذا الاكتشاف بين الراهبات الأخريات ثم نشر على الإنترنت، ما أدى إلى موجة من آلاف الزوار للكنيسة.
وتخطط الراهبات الآن لوضع جسد الراهبة في ضريح زجاجي بغية السماح للزوار برؤيتها.