سمير صليبا "الثائر" البنّاء: التغيير في ١٥ أيّار أو الرضوخ في ١٦ أيّار

خاص موقع mtv

أنتجت انتفاضة ١٧ تشرين وجوهاً ومجموعات. منهم من أساء الى قدسيّة هذا الحدث. منهم من اتّجه نحو معارك وهميّة، ومنهم من حصر "ثورته" بشخصٍ أو حزب. ومنهم من سلك طريق اليسار فشوّه الانتفاضة.

وممّن برزوا، خصوصاً بعد ١٧ تشرين، كان سمير صليبا. هو بدأ نشاطه شابّاً كان يتظاهر ضدّ الوجود السوري في لبنان. ثمّ انطلق في العمل الخاص فأسّس مؤسّسةً تجاريّة أمّنت فرص عمل لكثيرين وتوسّعت خارج لبنان.

إلا أنّ حدث ١٧ تشرين شكّل انقلاباً في حياة سمير صليبا. نزل الى الميدان. شكّل مع أصدقاء له مجموعةً ناشطة. أطلق مبادرات. نظّم نشاطات أعطت هذه الانتفاضة بُعداً بنّاءً.

هو لم يقفل طريقاً أمام الناس بل فتح طرقاً لبناء البلد عبر أفكارٍ يشارك في طرحها وتطبيقها القطاع الخاص الذي يحرص صليبا على حسن تمثيله. الى أن قرّر الترشّح الى الانتخابات النيابيّة عن المقعد الأرثوذكسي في المتن.

هو "ثائرٌ" فعلاً، ولكن ليس بغوغائيّة بل بأسلوبٍ عقلاني بنّاء.

هو "ثائر"، ولكن ليس على طريقة الـ "هيلا هو"، بل عبر معركةٍ موجّهة بشكلٍ مباشر ضدّ دويلة حزب الله وتركيبة الفساد التي تجمع من في السلطة اليوم ومن كان فيها بالأمس.

هو "ثائر"، يعبّر عن رأيه بحريّة وصراحة. لا يتّصل بزعيمٍ ليستأذنه قبل أن يتكلّم، ولا يستعين بوالدٍ لكي يتحدّث بالنيابة عنه.

هو "ثائر" يريد بلداً أفضل، ومتناً أفضل. يريد مؤسسات مزدهرة، وإدارات رسميّة فاعلة. يريد لبنان السهر والسياحة وحريّة التعبير والاقتصاد الحرّ والقضاء المستقلّ، لا ذلّ الطوابير ومنع الكحول والتهديد بالسلاح والكبتاغون والقرارات القضائيّة المفبركة والزراعة على الشرفات.

وهو، خصوصاً، "ثائر" سعى الى توحيد المجتمع المدني في لائحةٍ واحدة، ففشل أمام المشاريع الشخصيّة، وربما السياسيّة، واختار اللائحة الأقرب ليتحالف معها، وفق ما يقتضيه قانون الانتخاب "المسخ".

يقدّم سمير صليبا نموذجاً مختلفاً. يعطي مثلاً عن المجتمع المدني الحريص على الدولة، في وجه المشروع الأكبر الذي يريد القبض على هذه الدولة مع حليفٍ يؤمّن غطاءً مسيحيّاً له.

يقول للناس انتخبوا التغيير الهادف، لا التغيير الغوغائي أو الوهمي.

وهو يقول إنّ التغيير الفعلي لا يصنعه إلا واحداً، هو الناخب. لذلك، هو يضع الناخب أمام خيارَين: إمّا يصنع التغيير في ١٥ أيّار أو عليه، في ١٦ أيّار، أن يرضى بأن يكون مواطناً فاقد الحقوق في دويلة حزب الله.