عشر سنوات مرّت على غياب "الحزبي" أنطوان ريشا.. كتائبيٌّ حتى العظم

في ١٢ حزيران ٢٠١٤ رحل أنطوان ريشا عن عمرٍ ناهز الثلاث والستين عاماً.


عشر سنوات مرّت على غياب "الحزبي"، اللقب الذي يليق به أكثر من أي لقب آخر، منذ انتمائه الى حزب الكتائب سنة ١٩٦٥، مناضلاً في صفوف مصلحة الطلاب وأميناً لسرّها في سبعينيات القرن الماضي وطوال ٤٩ سنة من العطاء بلا حدود متنقلاّ في مختلف المسؤوليات الحزبية، في السلم كما في الحرب، منذ أيام المؤسس مروراً بفترة الكبوة الكتائبية في التسعينيات حيث كان أحد أركان المعارضة الكتائبية التي قادها الرئيس أمين الجميّل، وصولاً الى رفقته للشهيد بيار في الحزب والوزارة وعضوية المكتب السياسي ورئاسة الهيئة الاغترابية ونيابة رئاسة الحزب، كان انطوان الحزبي الكامل والمتكامل الأوصاف.

طوني احد المعرّفين الاثنين على طلب انتسابي الى الحزب سنة ١٩٧٤، بقي كما عرفته في حينه كتائبيّاً حتى العظم، أي وبمعنىً آخراً مخلصاً، صادقاً، ومحبّاً في علاقته مع رفاقه وشرساً، صلباً وثابتاً في الدفاع عن قناعاته الحزبية والوطنية.

طوني عاش المناقبية الكتائبية بشكلٍ فعلي خلال حياته النضالية في الحزب والى أقصى الحدود وتعاطى بمحبّة وصراحة قلّ نظيرهما.. 


وأروي أنّه مرةً وكان قد انزعج منّي بعد ان تخطّيت صلاحياتي كنائب للأمين العام، دخل عليّ الى مكتبي وقال لي "أطلب فنجاني قهوة"، ثم جعل يخبرني أنّه خرج للتوّ من مكتب الرئيس أمين الجميّل حيث كان يشكو تصرفاتي الحزبية التي ازعجته مستعيناً بعبارات قاسية وسط دهشتي من هذه الصراحة التي رغم قساوتها أعطتني درساً بكيفيّة تعاطي الكتائبيين فيما بينهم التي يجب ان تسودها الصراحة والمحبّة وهو ما كان يردّده الراحل الآخر جوزف ابو خليل: "إذا رغبت بانتقاد رفيق كتائبي فلا تستغيبه بل صارحه وجهاً لوجه وبلا مواربة."

خلال سنوات علاجه، تابع طوني مسيرته النضالية واستمر بالعطاء كأنّ شيئاً لم يكن رغم التحذيرات، وكأن الكتائب حافزه للاستمرار او كأنّه كان يصبو الى الاستشهاد، فكان له ما أراد.

 أبى طوني ان يستريح فناء القلب بالحمل الكبير ولم تعد تجدي معه المحاولات، فتوقّف.

كنّا ثلاثة لا نفارق البيت الأحبّ، بيت الكتائب المركزي، جوزف ابو خليل وأنطوان ريشا وأنا، رحل انطوان وغادر عمّو... 

شاء القدر حرماني من قساوة الوداع، علّه رحمني بانتظار  فرحة اللقاء.

عضو مكتب سياسي 
نائب رئيس الكتائب (سابقا)
أمين عام الكتائب (سابقا)
رئيس الهيئة الاغترابية(سابقا)

المحامي وليد فارس